"نهضت من فراشي، وأحضرت ورقة وأقلامًا لأرسم صورة لذلك المتطفِّل. أمسكت القلم الأسود، وبدأت أرسم وجهه ذا الملامح المرعبة؛ ابتسامة شامتة عريضة، وعينين واسعتين لامعتين تخترقني نظراتهما، ثم رسَمتُ جسده الأسود القاتم، كان جسده مُصمَتًا وكأنما كان محضَ خيال. رسمت كل ما تذكَّرتُه من ذاك القابع في مُخيِّلَتي، ولم أنتهِ سوى حين صبغتُ اللوحة كاملة باللون الأسود؛ وكأنما اتَّسع جسد ذلك الشخص ليستبدَّ باللوحة كاملة تمامًا، كما استبدَّ بعقلي؛ فغَدَوتُ أبصر الحياة من خلاله. طويت اللوحة ومزَّقتها إربًا وأودعتها سلَّة المهملات؛ إذ شعرت بغضب شديد تجاه الكائن الذي رسمته. لقد مزَّقتُ صورته على الورقة، إلَّا أنه لا يزال حيًّا في مُخيِّلتي."