«ما شاهده السكرتير بمجرد أن فتح باب غرفة الرئيس الداخلية، جعله يدرك أنه لن يفاجأ بعد الآن أبدًا، أو أن المفاجأة ماتت في حياته بعد تلك اللحظة… تأخَّر رئيس الحرس في الوصول إلى غرفة نوم الرئيس عدة دقائق، تأكَّد السكرتير الخاص أنها طالت أكثر من اللازم. كان على رئيس الحرس أن يقف تائهًا غارقًا في ذهوله يسأل بعض حرَّاسه عن الطريق إلى غرفة نوم الرئيس؛ لقد تاه في مكانٍ عمل به كل هذه السنوات من الهول الهائل الذي تلقَّاه. لم تكن مشكلة رئيس الحرس أن الرئيس مات مقتولًا في غرفة نومه؛ حيث مسؤوليته المباشرة عن أمنه، لكنَّ المشكلة الكبرى التي حطَّمت ضلوعه أن الرئيس قد مات. فهو – من بين كثيرين جدًّا في هذا الوطن – قد وصل به الظن حد العقيدة أن الرئيس لن يموت أبدًا».لا تحكي لنا رواية إبراهيم عيسى الشيقة عن مقتل رئيس الجمهورية، بل بذكائه المعهود يروي لنا عن الفترة...