في "عذابات المتنبي في صحبة كمال أبو ديب والعكس بالعكس"، يتقمّص كل منهما الآخر، لا في زمنه وحسب، بل في الأزمنة كلها. يتحدان وينفصلان، يتنابذان ويتآلفان. وفي ذلك كله يقرأ كل منها عذابات الآخر، يتكهّنان بما ليس هو بعد، ويتوقان إلى رؤية ما كان ولم يتح لهما أن يرياه. يختلط التاريخ بالمتخيّل، والواقع بالسحر، والبطولة بالنذالة، والقمع بالحرية التي لا تعرف حدوداً. وينجلي المتنبي عاشقاً للمحرم، مولهاً بجسد حبيب مقنّع بالإمارة والنبل والبطولة والرهبة وتراثية القيم، وجبروت السلطة ومقتضياتها، ومتمرداً تسكنه شهوة النبوّة وتدفعه إلى أقصى المضائق.يتبادل الكاتب وموضوعه الشجار ويدخل طرفاً في نزاعهما أجيال من الشعراء السابقين واللاحقين.هكذا يتجدّد المتنبي في قراءة له، بل قراءات وعيون عدة.كمال أبو ديب أستاذ كرسي العربية بجامعة لندن. يعتبر من أهم النقاد المعاصرين....