نعيش في وَضْع يقول لنا إنّ «ثقافة» أولئك الناطقين باسم «الأمّة» و«ثوابتها» و«حقائقها المطلقة», لا تشوِّه المعرفة وطُرقها وحسب، وإنّما تُلغيها كذلك. إنّها «ثقافة» مؤسّسةٌ على خلَلٍ أصليّ في العلاقات بين الأسماء والأشياء. كلّها ألفاظٌ واستيهاماتٌ. والمعرفة, بحسب هذه «الثقافة» مجرّد «ظاهرة كلاميّة». إنّها «ثقافة» لا تُلغي الأفرادَ والتاريخ وحسب، وإنّما تلغي أيضًا «الأمّة» نفسَها.