أهمية المناقشة حول ماركس تنبع من فكر ماركس نفسه الذي يفكّك العلاقات الاجتماعية والحقائق الغامضة، ويقلب عادات التفكير، ولا يعطي قيمة مطلقة نهائية لممارسات الأفراد والجماعات، التي لن تتجاوز التاريخ، ولن تأخذ معنى في الفكر الأبدي، وهي مرتبطة بالتناقضات وتُبنى باستمرار. ونعتقد أن ماركس لا يزال يشكل تحدياً للعصر الآن. فالاكتشافات التي قدمها ويقدمها، والفعالية الاجتماعية لفكره، والتناقضات الاجتماعية والميول الهدّامة الثابتة الملازمة للرأسمالية التي بيّنها ما برحت شاخصة أمام أعيننا، تدل على أنه يستحق في جدارة أن يكون مفكر الألفية الثالثة التي في طور التكوّن.