هذا الجزء من اليوميات المغلف بهاجس الموت، الممتلئ بالأحزان، لا يكتفي بمجرد التفجّع على الزوجة وإعلان الحزن عليها، الذي يعيد إلى الأذهان، أحزان الرومانسيين المنفلتة من كل عقال. ذلك بأن اليوميات تواصل تمددها في كل اتجاه، مفصحة عن زخم الحياة اليومية التي كان يحياها خليل السكاكيني، ومعبرة في الوقت نفسه عن ثقافته الواسعة وعن التنوع الكثيف في مطالعاته ومعارفه، وعن النزعة العقلانية التنويرية التي وسمت نشاطه الفكري وسلوكه العملي، وانعكست في آرائه عن المدرسة وأساليب التدريس، وفي تطبيقه الفعلي لهذه الآراء.