"مسحت بأصابعي على صورة "عواطف" أي حزن عظيم أن نختفي عن الحياة هكذا دون أن نحقق أي حلم ولا أي رجاء في هذه الأرض الملغومة بالقساة والساسة البلهاء... انقطع اليوم الرابع، وأنا أحترق في هذا السرداب المغلق... أصغي إلى نغم... ما دام الحارس لا يعترض على أي لحن اختار معي أو مع ما يفعله سواي من المرميين في ذلك الدهليز المنسي من شعاب بغداد". نصف أحزانه، عبد الستّار ناصر، تتموضع على هذه الصفحات، تنفلت منه عبارات تختزل قهر تسع سنين من العذاب. جلادون وحرّاس وأدوات تعذيب، ومرض ومعاناة، وصورة عواطف زوجة عبد الباري تنبض حيّة في كل جزء من كيانه. هو الإنسان يصوره من قلب الموت تخرج الحياة. استحالات وتداعيات وخيالات وفكر وجزئيات رجل قابع في سراديب المعتقلات يسردها عبد الستار ناصر بأسلوب شيق، لا يجد القارئ من خلاله أي مسافة ما بينه وبين السطور.