تبدأ الإيديولوجيا العفويةُ في البندقية، ويذهب الفلسطينيُّ إلى بندقيته ليحرّر وطنه المغتصب، غير أن إيديولوجيا العفويّة - وهي خواء إيديولوجي مثقل بالتقليد ومأخوذ بالمحاكاة - تتحوّل سريعاً، في آلية المديرين والمدارين، إلى إيديولوجيا قامعة، تثبّت التّقليد بالبندقيّة، وتجعل حاملَ البندقية مشتقاً لها لا سيداً عليها، تدمّر الإيديولوجيا السّلطوية دلالةَ البندقيّة المتعدّدة وتُرْجعُها إلى معناها الحسّيّ المباشر. تكون البندقيةُ، في بداية البداية، موضوعاً ضرورياً يستدعيه الكفاحُ المسلُح، فالبندقيّة موضوع يطلق الرّصاص، وتكون أيضاً رمزاً إيديولوجيا يحكي قصّة الفلسطيني المتمرّد على الشتّات والمخيّمات والإذعان، ثم تأتي الإيديولوجيا القامعة لتحذف الرّمز وتحتفظ بعالم الأشياء، فترتفع غابةُ البنادق ويتضامَنْ البشرُ.