تستدعي رواية التقدم العربية، التي ظهرت في مطلع العشرين واستمرت عقوداً لاحقة، صفة "رواية الأفكار المتفائلة"، أو "الرواية الإيديولوجية" التي تستبدل باللامتوقع متوقعاً سعيداً. يعد هذا الاستبدال القارئ، منذ البداية، بنصر وشيك، ويفي بوعده في الصفحة الأخيرة، يفرض هذا التصور، الذي يعترف بالواقع ويخترعه معاً، أسئلة ثلاثة: ما هي دلالة الكتابة الروائية بالمعنى النظري؟ ما العلاقة بين الوعي الروائي الذي أنتجته الحداثة الأوروبية، والواقع العربي الذي جاء بالكتابة الروائية إليه مثقفون درسوا في أوروبا أو تعرفوا على ثقافتها؟ وما هو السياق التاريخي الذي أقضى "اللامتوقع الروائي" واختفى بمتوقع مرغوب؟