تأسّست العروبة على ديناميّة المشترك المجتمعيّ، ماضيًا وحاضرًا. وهو ما جعلنا ننطلق من هذا المشترك لكونه الأساسَ الذي تتحدّد في ضوئه هويّةُ الأمّة. ثم توسّعنا في مقاربته، وخلصنا إلى أنّ العروبة المجتمعيّة الثقافيّة تشكّل رابطةً وطنيّةً وقوميّةً في آن، وهي تتلاءم مع الديمقراطيّة والعَلمانيّة، وتساهم في تحقيق الاندماج المجتمعيّ في البلد العربيّ الواحد، والاندماج النسقيّ بين البلدان العربيّة عامّةً. وأمام كارثيّة الواقع العربيّ المعاصر، تكون العروبة، وفاق هذه المعاني وغيرِها، هي الرأسمالَ الباقي عند العرب. إنّها رِكازُ الأمّة العربيّة، أيْ ثروتُها الدفينةُ التي تحتاج إلى استخراجٍ وصقل، أو تحتاج، بلغة السوسيولوجيا، إلى بناءٍ في مجالات الحياة المجتمعيّة كافّةً. د. فؤاد خليل: أستاذ علم اجتماع المعرفة في الجامعة اللبنانيّة. له اثنا عشر كتابًا في علم الاجتماع، منها: سوسيولوجيا المصطلح البدويّ، الثورة العربيّة: مقالات فلسفيّة وسوسيولوجيّة، الثورة سرديّة وطنيّة، الإقطاع الشرقيّ بين علاقات الملْكيّة ونظام التوزيع.