عناصر السيرة الذاتيَّة في قصائد عبد العزيز المقالح هي غوصٌ في سيرة اليمن، بكلّ ما تمثِّله من تاريخٍ عريق، ومن حاضرٍ تتنازعُهُ الآلامُ والأحلام. من هذا الترابط العميق بين السيرتيْن، يتدفَّق ماءُ الشعر في قصائد المقالح، وذلك منذ بداياته إلى ديوانه هذا. في شعر المقالح يتجلّى الوجهُ الثقافيُّ المعاصرُ لليمن. جودت فخر الدين ليس في لغة عبد العزيز المقالح ما يفيض عن حاجة المعنى من الكلمات، أو حاجة الإيقاع من التطريب، أو حاجة الجمال من التطريز والتوشية الجماليَّة، بل ثمّة توازنٌ حاذقٌ بين البساطة والعمق، بين عذوبة الأسلوب وشروخ الداخل، كما بين اللغة وظلالها. ورغم أنَّ قصائده تصدر عن شعور كارثيّ بخراب الوطن وفساد العالم، إلاَّ أنّها لا تجنح إلى التهويل اللفظيّ أو التفجُّع الإنشاديّ، بل تذهب إلى الأماكن المتّصلة بغربة الكائن وتصدُّعات النفس وخفَّة الزمن...