هذة المجموعة تعتمد الكتابة السردية الناجحة على ثلاث روافد أساسية تمنحها وهج الإبداع، يتمثل أولها في انتصاف الخبرات الجمالية بحيوات الآخرين وتحويلها إلى تجربة ذاتية كأنها وقعت للراوي نفسه، وثانيها كفاءة تغطية هذه الوقائع بخيمة باذخة من التخيّل الرائق الذي يحيلها وهي مشاكلة للحياة إلى نمط متفرد لم يعهده منها من قبل وذلك عبر توظيف تقنبات السرد وآلياته اللعوب وتحريك الضمائر بتوزيع الأدوار لضبط الإيقاع الموسيقي للنص، ثالثها أننا لا نرى كل ذلك إلا عبر كريستال اللغة الذي يتعين عليه أن يكون شفيفاً وثميناً مقطراً في الآن ذاته، شعرياً وتعبيرياً بإنخطافة واحدة للأديبة. الجوهرة القويضي تتراوح في منجزها الجمالي بين هذه الأقطاب الثلاثة فتتكثف لغتها شعرياً بأكثر مما يطيق السرد عادة، وترق خيمتها التخيلية أحياناً بما لا يقوى على مقاومة ريح الواقع، وتنغرس تجربتها...