يفوح الربيع برائحة الملح. ينظر قادر، وقد استبدّ به القلق، إلى جسد زوجته ليسلي المهزوم، وهي تكابد آخر سكرات الموت. آلهة غريبة سهرت على اقتران مَسارَيْهما. ففي العام 1870، ذهبت الاضطرابات الثورية الدموية، التي عصفت بعاميّة باريس، بليسلي الألزاسية المَنْبَت، في وقت كان فيه قادر، الجزائري، يقع في الأسر، خلال الثورات التي شنَّتها القبائل الصحراوية ضد المستعمرين الفرنسيين. وانتهى القدر بكليهما إلى الترحيل إلى كاليدونيا الجديدة. ولكنهما نجحا بالفرار على متن ذات السفينة الشراعية الزريّة إلى استراليا. وخلال الرحلة البحرية، وقعا على صبي صغير غريب الشكل، موثق اليدين، مستغرق في الأنين. إنه ترايدارير، آخر ممثل لأبناء شعبه، سكان تَسمانيا المحليين، الذين أعمل بهم المستوطنون الاوستراليون الإبادة الجماعية، فلم يتركوا من يُخْبِر عنهم. فيحاول اليتيم الشجاع البحث...