إنه عالم الوحشة. مدينة بغداد. حيث يفتقد المرء الإحساس بالأمان. فيلجأ إلى خلق عالم داخل جدران منزله. يحوّله يوماً بعد يوم إلى مكان خاص وأليف. لكن حين تعصف قوة قاهرة بالحياة في داخل المنزل، تسيطر الوحشة على الروح. نوع من الاغتراب الذي لا يعرف المرء كيف يداريه أو يتخلّص منه. ليس من السهل على المرأة، الزوجة، الأم... التشرّد. ولا من السهل احتمال خوفها على زوجها وابنها اللذين تدفعهما لترك البلد... وأصعب من ذلك تقبّل تحوّلات المجتمع الذي تعيش فيه، وأحساسها بأن كل شيء يتغيّر على نحو لا تحتمله. يتغيّر الأهل... يتغيّر الجيران... والأصدقاء... يتحوّل الناس إلى صورة عن حكامهم الذين أهدروا كل طاقة على المقاومة. أو يبتعدون داخل شرنقتهم لا يثقون بأحد. تزداد رغبة أم سلوان في المقاومة... تضحّي... تضحّي وتحلم باستعادة حياة جميلة عاشتها يوماً... إنها الوحشة بلغة جميلة، وبسرد ممتع، تعبّر دنى غالي عن حياة تخلو من المتعة..