لا يزال الفكر الإسلامي عموما يواجه الصعوبات الكبيرة في التأقلم مع القيم والأوضاع الجديدة في حين استطاع الفكر الديني في مجتمعات أخرى التغلّب على مثل تلك الصعوبات فانتهى إلى قناعة تامة بأهمية فصل الدين عن الدولة. ولعلّ في قصر فترة تلك المواجهة التي بدأت منذ ما يقارب القرن ونصف فقط ما يفسّر نسبيا حدّة التوتر بين مختلف الأطراف عندما يقع الحديث عن الإسلام السياسي ومرجعياته وعن الدين والدولة وعن المجتمع والعقيدة. يستعرض الدكتور عبد المجيد الشرفي في هذا الكتاب كل المراحل التي مر بها التفكير السياسي الإسلامي باحثا عن المرجعيات والخاصيات معتمدا على تحليل مجمل مراحل نمو "الدولة في البلاد الإسلامية" ومبرزا علاقتها بالدين وتنوّعها في مختلف الفترات التاريخية .