هذا الكتاب محاولة لفهم النظرة الجديدة التي تبلورت الآن في الدراسات الفلسفية ، لعله يساهم في معالجة وضع الفكر في ربوع العالم العربي والبلاد المضطهدة عموما حتى نستطيع مواجهة قوى الغطرسة والاستبجاد والجمود والتقليد . لأنني أعتقد أننا نعيش الآن في العالم العربي عصرا نهوضيا حقيقيا لا بد أن تتنوع فيه الدراسات والأفكار والمواقف وأن تتجاوز العقلية المغفلة بالتفتح على العلوم والتقنية والفلسفة المتنوعة ، والنهضة تتطلب الافتتاح الحقيقي على كل الحضارات الماضية والحاضرة ثقافيا واجتماعيا حتى يتسنى لنا تحقيق جدلية العودة والتجاوز . تلك الجدلية التي تضمن لنا في الآن نفسه فهم أوضاعنا الحالية بانقساماتها وتجزئتها وبايجابيتها وبمحاولة البحث عن تأسيس نموذج حضاري عربي لاستنهاض عوامل الصمود والمقاومة والدفاع عن الذات...