حاول المعتزلة في مختلف مراحلهم الكلامية والفلسفية تأكيد مسؤولية الإنسان عن أفعاله ، وذلك يقود ، بدون شك الى ، الى تفعيل دور العقل في تنظيم الحياة الاجتماعية ، والاستفادة من الطبيعة بشكل خلاق ، بعد فهم قوانينها عن طريق تراكم التجربة الإنسانية. وقد طرح المعتزلة أفكارا بالغة الأهمية تجلت في رؤيتهم الخاصة بمكانة العقل في تحديد العلاقة بين الله والإنسان ، ورؤيتهم المتطورة تجاه طبائع الأشياء وخصوصيتها . ويفهم من هذه الأفكار أن المعتزلة مالوا الى القول بعدم تدخل الله في الكون بعد خلقه ، إلا من خلال تلك الوسائط ، فالناس يحددون بعقولهم نظامهم الإجتماعي والسياسي ، وبلا شك يتطلب ذلك التحرر من سطوة القدر . أما الطبيعة ، وجودا وعلاقات ، فتتحدد شؤونها بما ترك الله فيها من طبائع وقوانين.