ترتبط مسألة وجود الله بمسألة أخرى، وهي البحث في قدم العالم وحدوثه، وقد ذهب ابن سينا فيه إلى القول بقدم العالم، وقدم برهانه على ذلك، وإذا كان الغزالي قد نقد الفلاسفة وعلى رأسهم ابن سينا في هذه المسألة، وقال بأن قولهم بقدم العالم يعد متناقضاً مع تدليلهم على وجود الله، فإن هذا الرأي من جانب الغزالي يحتاج إلى مناقشة.. وإذا كانت الإلهيات قد نالت اهتمام ابن سينا فإنه قد اهتم أيضاً بالفلسفة الطبيعية اهتماماً كبيراً، يتضح ذلك من خلال دراسته لعلل الموجودات وكيف أنه ذهب إلى القول بعلل أربعة هي: علة مادية، وعلة صورية وعلة فاعلة، وأخرى غائية. وقد ركز ابن سينا على العلة الرابعة، وهي العلة الغائية التي يعدها أهم العلل على الإطلاق، وقد ظهرت الغائية عنده بصورة واضحة عند نقده للقائلين بالبخت والاتفاق، فمن خلال نقده لهم ظهرت الغائية في كل شيء. أما عن العالم فنجد...