لايمكننا اذن أن نفهم قضية ان تتحطم الاشكال التقليدية للمجتمع الانساني في الشرق الاوسط ، وتصاب بالانهيار ،وبهذا الشكل الدراماتيكي،من غير ان نقف علمياً وموضوعياً عند مقولة الفرد بوصفه ماهية مقدسة وافهوم قلق بقدر ما هو مركزي في الانثروبولوجيا الثقافية،التي تنطلق من ان دور الفرد في مواجهة (المجتمع والدولة والمقدس) بوصفها مقولات شريرة تتعالى على الوجود الإنساني، خالقها، وترتد محطمة قدراته الابدية على الخلق ، دوراً اساسياً في مصير الحُطّام الذي الت وتؤول اليه مجتمعتنا العربية المتعفنة، وأعادة بناءها انطلاقاً من الفعالية والارادة البشرية للانسان الحديث... من هنا لا تشكل حركة الفرد في المجتمع والعالم و التاريخ ، مجرد معضلة عملية وحسب ، بمقدار ما تؤلف مشكلة من اعظم المشاكل النظرية التي تواجه التأويل الانثروبولوجي والتحليل السايكولوجي الثقافي المعاصر....