إن موضوع السلطة والشرعية في نظام الحكم في صدر الإسلام يبدو مهمَّشاً، هذا التهميش يعود إلى عدة أسباب: أولها، صعوبة الموضوع الذي يتصل بقضايا ثقافية وفكرية، وبالخطاب السياسي والديني، وبالوعي الجماعي، وما يمكن أن يختزنه من تصوّرات عن السلطة وشرعيّة السلطة وتداولها ليبرز على السطح كلما تعرّضت السلطة لشرخ ينتج عن انعدام التوازن بين الممارسة السياسية لهذه السلطة والمتغيّرات التي تحدث على أرض الواقع. أما السبب الثاني، فهو يتعلّق بغياب النظريات السياسية الإسلامية حول السلطة بسبب انغماس الفكر السياسي في الديني المقدَّس مما حوّله إلى نوع من "الوصايا الدينية أو الأحكام السلطانية".