وصف مورتن وايت العصر الراهن في الفكر الأوروبي بأنه عصر التحيل . وإذا لم يكن هذا الوصف منطيقا بدقة على العالمين الجرماني واللاتيني ؛ فإنه – على الأقل – توصيف دقيق وملائم للنشاط الفلسفي في العالم الأنجلو سكوني والدوائر الثقافية الملحقة به . فمنذ أن أصدر جورج مور – امام الفلسفة التحليلية المعاصرة – مقالته تفنيد المثالية في بداية القرن ؛ متصديا لانتشار المثالية الهيجلية في انجلترا ؛حتى أخذ منهج التحليل اللغوي الذي ابتدعه يدخل بقوة في المشهد الثقافي لا سيما بعد صدور مساهمات كل من رسل وفتجنشتين والتأثير الحاسم الذي مارساه على حلق من الفلاسفة عرفت باسم جماعة فيينا أو الوضعيين المناطقة. ومع ظهور فلاسفة اكسفورد في أواخر الثلاثينات بدأ منهج التحليل اللغوي يتصدر فلسفة العال الناطق بالإنجليزية ؛ ثم احتل موقع الصدارة في أربعينات وخمسينات القرن ولا يزال متربعا...