إن الفن لا يصوغ مباشرة النموذجي والشامل والدائم، ولكنه يصل إلى هذه الثلاثة بنجاحه في صياغة الفردي والجزئي والعارض. ويتوقف نجاح نموذج الإنسان في الفن والأدب: أي الشخصية الفنية، على مدى تمثيل هذا النموذج لما يمكن تسميته "قضية" الإنسان في مجتمعه. فإذا جعل الفنان "القضية" تجريداً ذهنياً، فهو (واصف)، فقير في إمكاناته الفنية. وإذا جعلها تجريداً جمالياً، أي جعلها حيّة في حركة الشخصية ومعاناتها، فهو (خالق)، غني بإمكاناته الفني. الوصف تجريد أجوف، أما الخلق فهو حياة ثرية. ويتوقف نجاح هذا النموذج على مدى تمثيله لما يمكن تسميته "ملامح" الإنسان في مجتمعه. ها هنا يؤدي التعميم الجمالي دوره في العمل الفني، إذ "يحيا" النموذج حياة كل الناس و"يعاني" قضيتهم باعتبارها قضيته الخاص