إن هذا الكتاب شغوف بالابتهاج والسرور، لانه يدعو إلى إيقاد نيران المباهج وكأن الامر يتعلق بيوم عيد، إنها دعوة إلى فن الابتهاج، ليس بامكان الانسان ان يتذوقه إلا حين يحتفل بعيد الحرية،"لان ما يجعل عصرنا عصرا عظيما هو الاعتراف بالحرية وملكية الفكر، حسب هيجل، لان الانسان المجرد من الحرية والفكر يكون عبارة عن حيوان يقاذ بالسوط لانه يغمض عيناه خوفا من رؤية شروق جديد ورائع للشمس" مثل الخفاش الذي يخيفه ضياء الشمس، أما لانسان الذي ينعم بالحرية الفكر فانه يتمتع بانخراطه في حدث التنوير الذي سيمنحه الثقة بالنفس لكي يحقق مرحلة الوعي بالذات ويتمكن من الثورة على قيود الطغيان والاستبداد. لكن هل يتعلق الامر بحلم فلسفي يستحيل تحقيقه في الواقع، ام بواقع محنط ومسطح لا يؤمن بالحلم والحرية والفكر؟