وهكذا ، إن المشكلة المطروحة هي فقدان اليقين الأخلاقي ، حيث أن الممارسة الفعلية للأخلاق تقتضي يقينا أخلاقيا تتأسس عليه . واليقين الأخلاقي هو إحساس ذاتي في الفرد بأنه يملك حقيقة ما هو فاضل ورذيل ، طيب وخبيث ن لائق وغير لائق : فهو قاعدة للأفعال الإنسانية ، وهكذا فأن فقدان اليقين الأخلاقي في مستوياته الفردية والجماعية ، هو الذي يبرر التفكير الفلسفي في المسألة الخلقية. ولقد حاولت فلسفة الأخلاق عبر تاريخها أن تؤسس لهذه المشروعية المفقودة ، إما على إرادة إلهية تكون مصدرا متعاليا للقيم ، وإما على إرادة إنسانية حرة مسؤولة . ودار السؤال حول محورين : هل تعتبر الأخلاق طاقة كامنة في الذات الإنسانية ومنسجمة معها ، أم هي نتيجة تشريعات معينة تبنتها رسالات ذات طابع سماوي أم هي تشريعات فرضتها القوانين الاجتماعية التي تعاقب الإنسان على إيجادها وتفعيلها عبر مراحل...