يطرح هذا الكتاب محاولة لمعالجة منظومة القِيَم في مجتمعات الخليج العربية، بعامة، والإمارات العربية المتحدة بخاصة، في سياق تطور هذه المجتمعات التاريخية وخصوصاً في ظل المتغيرات الكبرى المعاصرة، وعلى رأسها نموذج دولة الرفاه الاجتماعي والثقافة المعولمة، وعصر الصورة والانترنت. أهتم الكتاب بعدد كبير من عناصر منظومة القِيَم كقِيَم المواطنة والتسامح والثقافة السياسية والاعتماد على الذات، وأخلاقيات العمل، وغيرها، وفتح مساحات أمام التفكير في قضايا القيم وإشكاليات التنشئة. وفي كيفية بناء المجتمعات الحديثة لمنظومة قيمها، بما يحقق تناغمها وتماسكها وتقدمها. قلق منظومة القِيَم وأسئلتها تشغل اليوم المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية في العالم المعاصر، ومن باب أولى، أن تشغلنا أيضاً، بسبب ما تواجهه مجتمعاتنا العربية من أزمات طاحنة، تسد آفاق التطور والتقدم أمامها. قلق القِيَم، هو قلق مشروع، لكن يحدوه الأمل.