أودُّ أن أنتهز فرصة كتابة هذه المقدمة كي أقول ما يثيره اللقاء مع قرّاء اللغة العربية في نفسي من عواطف. ففي الوقت الذي يُرادُ أنْ تُفرَضَ فيه على الصعيد العالمي لغة وحيدة، ونسق كتابة وحيد، وإطارٌ لغويٌّ وحيدٌ في آخر المطاف من أجل التفكير، تتجلّى الترجمة فعلَ مقاومة. وأراني أكثر حساسية إزاء هذا الفعل لاسيما وأنَّ عملي، وهو العمل الذي وجّهته قبل كل شيء في اتجاه مناهضة الخلقنة المزيّفة للرأسمالية والذي يستمرُّ في هذا الكتاب من خلال التأمل حول التوترات القائمة بين الرأسمالية والديمقراطية، هو نضال ضد التأحيد من أيِّ جهة أتى. حين تُحْصَرُ القيم، حتى أرقاها وأكثرها جدارة، ضمن نظام متواطئ، فإنها تفقد في رأيي كل مصداقية إذا انتهت عموميتها إلى أن تُقاسَ بعدد الأجهزة القسرية أو بضربات المطرقة الضرورية التي تُحمَل على قبولها. وربما وجب على فرنسا الجمهورية...