كل عصر من العصور ، وكل حضارة من الحضارات ، تواجه باشكالات ، وأسئلة معينة ، منها ما هو محدود بزمانه ومكانه ، ومنها ما هو مستمر ، جدلي وقائم في مستقبل الزمان والحضارة العربية .لا تخرج عن سياق الحضارات الأخرى التي جوبهت بمعضلات رئيسة ، تمثلت في تيارات فكرية ، وفلسفية جاهدت في الوصول الى حلول وأجوبة لهذه المعضلات ، منها ما اجيب عليه ، ومنها ما ظل معلقا في الزمان والفراغ. واذا كانت الفلسفة في سياق تطوري متصاعد ، وكان هناك قضايا مشتركة في الفكر الانساني ، تكون المعتزلة هي المدرسة الفلسفية العقلية الأولى في سياق الفكر العربي الحضاري ، التي تصدت لمعضلة الانسان , موقعه من الكون ، وغاية وجوده ، أي أنها بحثت بشكل عام مشكلة ، الكائن والوجود ، الانسان والعالم ، وأوغلت داخل الروح البشري ، ضاربة جذورها بين البداية والنهاية ، ثم ما قبل البداية والنهاية ، ثم...