تكاد لا تخلو لغة في العالم من اكثر من ترجمة لرائعة فيكتور هيجو "البؤساء"، ويصعب إحصاء عدد المرات التي تحوّلت فيها إلى السينما أو التلفزيون، وبأيّ اللغات، ولا عدد المرات التي مُثّلت على المسرح. وفي كل مرة تجذب إليها الملايين من الناس الذين سبق لهم أن رأوها او قرأوها مرّات. منذ العام 1863 حتى اليوم، ما تزال "البؤساء" تُقرأ بوتيرة متصاعدة، ولو جرّب القارئ إعادة قراءتها مرة ثانية، أو حتى ثالثة لأدرك كم الذي فاته، لأن البؤساء ليست مجرّد حبكة روائية متقنة وجذّابة فحسب. إنها رواية العَظَمة الإنسانية في مواجهة أقسى الظروف، رواية المشاعر الدافقة من الحب والجمال. بقدر ما هي غوص في النفس الإنسانيّة بكل ما فيها من ضِعة وترفّع، وما فيها من ظلم وعدل، وما فيها من قوّة وضعف..