يكشف هذا الكتاب عن وحدة النقد الماركسي لمستويات الوجود الاجتماعي المختلفة ، فهو يتناول بالبحث نقد السياسة عند ماركس وذلك عبر رده إلى نقد الاقتصاد السياسي ونقد فلسفة التاريخ النظرية وفلسفة الحق. كما يحلو لنا عن حركة تطور فكر ماركس ، ولادة هذا الفكر في أحضان الكلاسيكية الألمانية وتجاوزه لإشكالياتها النظرية من خلال معانقة المشروع الثوري الذي رفعته قوى اجتماعية كانت تتجلى لأول مرة كذات تاريخية على مسرح التاريخ الأوروبي ، ألا وهو مشروع التحرر الانساني الشامل ، الذي كان يختمر آنذاك على مستويي الواقع والفكر. ولأن المفاهيم هي متطلبت موضوعية في المعرفة كما يقول باليبار ، أو قل هي التي تجعل المعرفة الانسانية ممكنة طالما أنها هي أداة الانسان العارف لإدراك الأشياء ، فإن مؤلفي هذا الكتاب يطرحون على أنفسهم مهمة محو الصدأ ، المتراكم بكثافة بفعل الايديولوجيا...