إن سؤال العلاقة بين النصّي والمرجعي في زمن هو متغيّرة من متغيّرات التاريخ، تاريخنا، حملني على التوقف عند ضرورات البناء الفنّي لحكاية المعيش الموسوم بدماره، وإظهار السّمات الحداثيّة لما كتبه بعضُ اللبنانيّين من أعمال روائيّة، شكّلت نقلة نوعيّة لكتابة الرواية العربيّة كان بعضُ الروائيّين العرب قد سعوا إليها تحت عنوان “التجريب”، وقدّموا أعمالاً تميّزت بحداثتها السرديّة القائمة على هذه العلاقة البنيويّة الوثيقة بين الأدبي باعتباره الفنّي وبين المرجعي باعتباره المعيش. كما استوقفتني ظاهرة الشعراء الشباب الذين جاءوا إلى الكتابة الشعريّة من ميادين القتال المختلفة التي انخرطوا فيها في عمر المراهقة، وكان انخراطهم بهدف الدّفاع عن الوطن، ولكنّهم فوجئوا بأنّهم يغطسون في وحل الاقتتال الطائفي. ولقد ترك ذلك أثره على تجربتهم الفتيّة التي اتسمت بالتفكّك بما هو شكل فنّي دالّ يحيل على واقع مرجعي معيش.