يسعى هذا الكتاب إلى إيضاح حالة الإنسان في الأدب المعاصر، عبر فهْم دقيق للتفكيك بما هو حدثٌ يقع عند جذر كل ما يحدث أو يتحقق، دون انتظار إذْنٍ من ذات فاعلة أو وعي به أو تنظيم له. فالتفكيك ليس شيئًا نأتي به من محلّ خارج العمل الأدبي موضع الاختبار. التفكيك شأنٌ حادث ويحدث عند جذر العمل؛ ما يتطلب قراءة مزدوجة وكتابة مزدوجة- إخلاصًا مزدوجًا- من أجل معاينة لحظات التصدع في تكوين مِعْمار العمل الأدبي، لا بغرض هدْمه عَمْدًا ثم التخلي عنه وإنما بغرض وقوف دقيق على المِعْمار وهو يأخذ في الانهيار عند لحظة إنشائه. بهذا الإخلاص المزدوج، يبدأ حسام نايل درسَ المعنى والحضور والحقيقة، نسيان الذات والهوية المشطوبة، درسَ الكتابة وتجربة العدم أثناء انحلال الأنظمة الرمزية، حركة الأثر واقتسام الحق؛ مستقصيًا بنيات المعنى وضلالها القارّ عبر اختبار اشتغالها الأنطوبلاغي...