العقائد، الأخلاق، الأيديولوجيات، الشمولية، الديمقراطية، المثالية، المادية، العلمانية، التقنية، التقاليد، الأعراف، المعتقدات... كلها مفاهيم تنتمي إلى حقل الثقافة، وكلها تشكّل سجوناً للعقل حين يعتبر أن أياً منها، أو بعضها، يمثِّل قناعاته وإعتقاداته، وسبيله إلى إمتلاك ناصية الحقيقة. وإن كانت المجتمعات الإنسانية كلها عانت أو تعاني من سجون الثقافة، فإن الثقافة العربية الإسلامية لها خصوصيتها في هذه المعاناة، في سياق ثقافي عربي إسلامي له خصائصه، وتكوينه، وتاريخه، وظروف نموّه وإنفعاله وتفاعله. لقد اشتملت مقاربات هذا الكتاب على موضوعات تحكي الإرتهان للقوة الإجتماعية وللتقاليد والأعراف الإجتماعية، وللرغبة والمصلحة، وما تنطوي عليه الذاكرة الجمعية من ومزيات وخيالات وصور ولاوعي، وإرتهان للثنائيات المتقابلة والمتضادة. فالذات والآخر، والإسلام والغرب، والعرب...