هذه الرواية عن الشيخ أحمد الذي فرّ من الحرب مائة عام، ثم استدار ونظر إلى عينيها. أمره والده أن لا يعود إلى القرية إلا برأس، أي رأس. ولكنه مضى في الطريق هارباً برأسه إلى أن وصل إلى وادي الخضر، أبعد الوديان عن المعارك. هناك بنى طاحونة وكتب الأشعار وتزوج امرأة ما لبث أن غيّر اسمها. وكان كلما أنجب طفلاً أحس بالحرب أكثر من أي وقت مضى، حتى إن زوجته باتت قادرة على رؤية مدافع الإنكليز في رأسه. وما إن رأى الثورة تشقّ طريقاً إلى الوادي حتى فرّ إلى الجبل، حاملاً معه كل شيء عدا أشعاره. على الجبل، وقد صار شيخاً مبجلاً، جلس ينتظر الحرب الكبرى، أم الحروب الصغيرة كلها، علّها تأتي بما تأتي به الحروب الكبيرة: الموت، ثم السلام. ولمّا يئس من كل شيء، حتى من الموت، جاءه البشير. كان يصرخ من أعلى القرية “يا شيخ أحمد، يا شيخ أحمد” .. وسمعه الشيخ أحمد.