إن الأزمات الخانقة والمتكررة للنظام الملكمالي الإمبريالي، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل والروحية، إنما هي حصيلة تراكمات لهذا النظام منذ الحرب العالمية الثانية، وأبرز معالمها اللصوصية الدولية للغرب الملكمالي، وفي مقدمته أميركا. فمن تحللها من التزاماتها في النظام النقدي العالمي، وسياسات الخصخصة التي تفرض على العالم الثالث، تارة بالقوة العسكرية وتارة بالابتزاز السياسي، والعولمة والقطبية الأحادية، ثم خلق التوترات والحروب باسم الفوضى الخلاقة، والعودة إلى الاحتلال المباشر لبعض الدول، وفرض الهيمنة على دول أخرى. والكتاب الحالي يتتبع مصادر الأزمات من منظور القرآن الكريم ومنهج الاقتصاد السياسي تحت عنوان: “شرك المال والأزمات ـ رؤية قرآنية بديلة” بدلاً من ماركسية، وهي الرؤية المغيّبة عن أنظار العالم من قبل أسياد المال والرقاب ومجرمي الحرب والإرهاب.