«كليلة ودمنة مؤسسة الواقعية السياسية: … لعل ابراز هذه المسألة يأتي على رأس أهداف الكتاب، حيث تم تجاوز حقيقة اعتماد كليلة ودمنة منهج الواقعية السياسية، وذهب المؤلف إلى الاعتقاد بأنه مؤسسها في تاريخ الفكر السياسي. وهذه القيمة التاريخية للكتاب لم يشر إليها الباحثون من قبل. مما شكل غبناً لهذا السفر النفيس وينسب البعض تأسيس الواقعية السياسية كمدرسة متكاملة إلى مكيافيلي الذي لم يفصل في الحقيقة، سوى تأكيد المفاهيم الموضوعة على يد بيدبا الهندي عام 570 ق.م. إن جميع العناوين التي تدرج عادة في سياق الواقعية المكيافيلية، سبق لكليلة ودمنة معالجتها بواقعية متنكرة لكل قيم مسبقة. فلم يفصل السياسة على قياس قيمه ومعاييره، بل استنتج تلك القيم من مجرى حركة السياسة التي تدفعها قوانينها الكامنة في ذاتها وليس خارجها»