يجب ألا يثير فينا نقد الغرب لنفسه في الآونة الأخيرة، شماتة تصويب مفكريهم لاعوجاجات تفكُّرهم في مسائل عديدة، كان الاستشراق منها، كما يجب ألا نتسلّح بنقدهم ذاك، كشاهد على أزمتهم، ذلك أنّ نقدهم يأتي من موقع آخر مغاير كلياً لم يتخذه حنفي حجّة لإظهار مأزقهم الحضاري، ففي ذاك النقد بريق أمل، لا مؤشر أزمة، وفي تبديل الرأي والموقف انفراج لا مأزق، وكلما علت أصوات الاحتجاج على الواقع الغربي من نيتشه… حتى ديريدا أو فوكو، ازدادت أسهم الحل، وتوثقت إمكانات الخروج من العقلية العنصرية الضيقة للأوروبيين.