شهدت سورية منذ آذار/مارس 2011 واحدة من أكبر وأكثر تحولاتها أهمية في تاريخها المعاصر. وقد أثارت الأزمة السورية – حتى وقت قريب – قدراً متقارباً نسبياً من الآمال – المخاوف حول طبيعة ما يجري، وحول مسارات الأمور وتحولاتها، واحتمالاتها المستقبلية، وخصوصاً على صعيد طبيعة الدولة والتكوين الاجتماعي والسياسي، والموقف من القضايا الإقليمية والدولية. بدأت الأزمة السورية، بوصفها حدثاً، صادماً، وغير مسبوق، وحدّاً فاصلاً، ولا متوقعاً، وخلافياً، وارتيابياً، وما بعد حداثيّ. وكانت السمة الأبرز لها، أنها حدثٌ عابرٌ وموقتٌ، ومحكومٌ بنهاية سريعة! وقد مثّلت الأزمة “حدثاً مفرطاً” في التقديرات والمدارك والرموز والتسميات، كما في المواقف والوقائع والأحداث. وحتى الآن لم يتم الاتفاق أو التوافق على طبيعة ما جرى، إذ اختلفت التقديرات والمواقف، باختلاف الفواعل والمقاصد والرهانات،...