…لم يعد إيهاب يعلم ما السبيل إلى الراحة فترك نفسه فريسة البكاء بعدما تذكر حكمة مفادها أن البكاء يغسل النفس كما يغسل المطر السماء بعد عاصفة ترابية. لم يقاوم إيهاب البكاء ولم يمسح دموعه الحارقة عن وجهه. فمِن المؤلم أن تُسلب ما كان لك يوماً ومن دون سابق إنذار، ومؤلم أيضاً، أن تُسلب أحلامك ليحلم بها من لم يكن يتمنى حتى أن يحلم بها. بعد طول تفكير ثقلت عيناه واستغرق في نوم عميق. استيقظ في ظهيرة اليوم التالي متعباً ورأسه يؤلمه ولم ينهض من السرير فور استيقاظه، بل فكر قليلاً بما حدث معه، وأنّ ما حدث حقيقة وليس كابوساً، فاتخذ بعض القرارات ليُكمل حياته كما أكمل حياته بعد أزماته المختلفة التي عصفت بحياته…