في مطلع عام 1915، وتحت غطاء الحرب العالمية الأولى، كاد شعب بأكمله، وبفعل متعّمد، أن يُفنى من الوجود حيث فقد حوالى مليون أرمني حياتهم نتيجة تعرضهم لمذابح جماعية وتهجيرات قسرية والموت جوعاً. على الرغم من اعتراف الكثير من الدول والمؤرخين بوجود مخطط مدروس ومتعمد لتدمير هذا الشعب، وتحميلها السلطات العثمانية آنذاك المسؤولية إلا أن السلطات التركية المتعاقبة لا تزال مصرة على عدم الاعتراف بوقوع هذا الفعل المشين. (الفعل المشين هو وصف أطلقه مصطفى كمال آتاتورك مؤسس تركيا الحديثة على المجازر التي تعرّض لها أرمن الدولة العثمانية في عام 1915). يقدم المؤرخ البروفسور التركي تنار أكجام في هذا العمل، الذي لم يسبق له مثيل، بحثاً دقيقاً وجذرياً عن هذا الفعل المتعمد الذي نفذته السلطات العثمانية آنذاك، وهو يستند في عمله هذا بشكل رئيس إلى المصادر العثمانية، من سجلات...