مطلوب منا، وبإلحاح، أن نذكّر دعاة القوميّة الضيّقة أن روح العصر تتّجه صوب خلق مجتمع موحّد على صعيد العالم، وشيئاً فشيئاً سوف تضمحلّ الفوارق بين الأمم – نتيجة التطورات العلميّة المذهلة في شتّى الميادين – بفعل الحاجة، والأمّة الأكثر تأثيراً في هذه الرحلة – الولادة، هي الأمّة التي تستطيع أن تبثّ الكثير من روحها في الروح العالميّة الجديدة. وبناءً على ذلك نستطيع أن نؤكد أنّ القومية الحديثة يجب أن تتحلّى بصفات تواكب روح العصر، وتتّسم بإيجابيّة صريحة تجاه الأمم ألأخرى، وعلى دعاة الفكر القومي أن يعلنوا صراحةً أن القوميّة لكي تستطيع أن تتابع رحلتها الشاقّة عبر الزمن، عليها أن تعبر محطات جديدة – بعد أن عبرت محطات كبرى – في حلّة في كل مرّة مختلفة عن الأخرى، وهي متبدّلة صعوداً، أعني بذلك إيجاباً، نحو التكامل مع الأمم الأخرى، ونحن جميعاً حرّي بنا أن نعلن أن الانتماء القومي لا يشكّل عائقاً في سبيل إقامة علاقات طيّبة بين الأمم، بل مطلوب منا أن نفتّش عن مساحة مشتركة تقف عليها الأمّتان العربيّة والفارسيّة في سبيل البحث عن حلول لمشكلاتنا، ولا شيء يمنع أن تحتفظ كل أمّة بخصائصها ومميّزاتها.