ها هنا، عند غروب الشَّمس يرقد وطني المجرَّح، هو ذاته بسحره الأبديِّ، بريئاً كطفلٍ يتيم، بلون عينيه الأخضر، باكياً، شاكياً من أهوال السَّحر، هل هذا شعاع زمرد، أم ارتداد النُّور من وجه القمر؟ لمحتُ نجماً ترك الأرض، وامتطى الفضاء الرَّحب علوَّاً، وانبهاراً. أيُّها الرَّاحل: ـ أهذا الهجر دائمٌ، أم زرت السَّما، ترجو السَّنا، غارَ من غسق القدر؟ ها هنا أراك، خلف أحزاني ملاكاً، فاض من عينيَّ، ومن قلبي الحزين، دمعٌ طاف فوق أُفقِ البحار. صار غياب روحي، وبعث الحضور، رقادي، والقيامة شيئاً واحدا، أتراني متُّ، أم إنَّ أشلاء أمل أبقتني على كفِّ الهجير؟