منذ قرن مضى كان الذين يحسنون القراءة في فرنسا يعرفون أيضاً كيف يتموقعون في المكان والزمان. ولم يعد الأمر كذلك. وقد أصبح الفرنسيون وكذا جميع الغربيين، في معظمهم، أناساً بلا ماض، "فاقدي ذاكرة". وللمفارقة الساخرة، يجري الحديث عن"واجب الذاكرة" كما لم يحدث من قبل، في أزمنة النسيان هذه، إذ أنه من المعروف تماماً أنه لا يتم التركيز على ميزة إلا إذا نسيت. ويضاف إلى هذا احتقار بورصي للمدى الطويل وثقافة "الفورية"، وسوف تفهمون أن حداثتنا تصنع مستهلكين متنقلين قابلين للتبادل و "أبناء إعلانات" أكثر مما تنتج مواطنين مسؤولين راغبين في الفهم والبناء. هل يمكن حقاً تفكيك الأحداث دون مرجعيات تاريخية، والأحداث الأكثر حالية تتجذر دائماً في المدى الطويل؟ فعلى سبيل المثال، كيف لنا أن نحدد موقع حروب العراق دون أن نكون قد سمعنا عن حضارة ما بين النهرين؟ فالصور تصدمنا...