لم يخطر ببال مرجان بن فيروز أن هناك عاملاً قهرياً سوف يجبره على الرحيل والانسلاخ من أحضان الطبيعة التي أحبها وعشقها منذ نعومة اظفاره.. إنه عامل العبودية وتجارة الرقيق التي ستُفرض عليه كأي بضاعة تُشحن في السفن والبواخر بعد أن يصطادوه كأي حيوان أليف في الغابة، ويوضع في قفص ويرمى به في قاع السفينة التي ستبحر به مسافات طويلة تقدر بالأميال البحرية عن محبوبته الجميلة التي طالما تغنى بها باللغة السواحلية، أو يرد التحية للمارة (جامبو سانا: يعنى مرحباً كثيراً، أو جامبو خباري: يعني كيف حالك)، وهو يعبر قرى بدائية مشياً على الأقدام في الطرقات المشجرة على جانبي الطريق المؤدية لغابة جوزاني، وأحياناً يشفق عليه أحد أصحاب العربات التي تجرها الثيران فيأخذه في طريقة، ويظل يردد طوال الطريق (أسانتي سانا: يعني شكراً جزيلاً).