ابتدأت رحلة الفلسفة الشيقة والمذهلة في بلاد اليونان القديمة قبل حوالى 2600 سنة من الآن، ومنها انطلق لتتفرع فتشمل جوانب المعرفة المختلفة شيئاً فشيئاً بناء على المسائل التي تناقشها والطرق التي تسلكها في البحث والغايات الاخيرة المرجوة منها. وبسبب هذا التنوع، في مسائلها وطرقها وغاياتها، أصبح من المستحيل حصرها في إطار ولون واحد، فانفجرت ينابيع وما زالت تتدفق من جوفها الروافد حتى يومنا كي يزداد الأفق اتساعاً بمرور الأيام وارتقاء الفكر. عزيزي القارئ.. إن هذا الكتاب الذي بين يديك ما هو إلا ومضات فكرية-تاريخية على جوانب اعتبرناها أساسية في الفكر اليوناني القديم، فهو أقرب إلى المدخل منه إلى عرض تاريخي شامل للفلسفة اليونانية، لكي يكون دليلاً ومرشداً للطلاب ومساعداً للمدرسين ورفيقاً لمحبي الفلسفة لما فيه من سهولة في التعبير وتلخيصً للأفكار وسلاسة في عرض القضايا ومناقشة شيقة لمسائل توخينا الحذر في استعراضها وإعادة قراءتها بالرجوع إلى مصادرها. فأتمنى أن ينال التفاتتك الكريمة ليعود بالنفع عليك وعلى كل عشاق القراءة. هلم نستنير لننير معاً، من أجل غد واعد.