أما المرأة التي مازالت تجلس في أعلى الجبل وتراقب احتراق الحي كل مساء… يعيش في قلبها سرير من طراز آخر. سرير يرقد فيه كوكب الروح، ويختفي في سر الشوق البعيد وبرج الهوى القديم. أفادت جارتي عن أخبار سريرها انه قد زحف من غرفة نومها! قالت "سحبه النمل" وبكت. لم تجد حذاء على عتبة الباب ولا بقايا ملابس على علاّقة ثياب ولا حتى علبة المكياج. السرير المحترق بدا كهيكل عظمي أكلت النار فيه كل شيء وبقيت خيوطه الحديديه ترسم مكان النوم على وسادة الرماد. الجدران أصابها الجدري فسقطت قشرتها وتدلت من السقف، خزانه نصفها محترق والنصف الآخر فارغه من طرحة العرس وحتى الملابس الداخليه وقمصان النوم. كل فرد يبحث عن شيء يعنيه، فتاة جامعيه تبحث عن كتبها، شاب يحترق على مذكراته، طفلة فرحة بان وجدت في المكان المختنق بالروائح الكريهه، دراجتها الهوائيه، سليمة من أي سوء، غير آبهة...