مجزرة إهدن 13 حزيران في جبال لبنان الشمالي. منذ منتصف الليل، تطوّق وحدات القتال في حزب الكتائب التابع لآل الجميّل منطقة إهدن، وهي بلدة في الجبل، في قلب معقل آل فرنجية. إنها الساعة الرابعة صباحاً: دوَّى مدفعٌ.. إنها إشارة الهجوم. لم تكتفِ الاستخبارات الإسرائيلية بالتخطيط لـ "عملية الأرز"، بل نظّمت أيضاً عملية سرية ضمن العملية قضت بإقناع بشير الجميّل بإيكال قيادة الهجوم إلى سمير جعجع للتأكد من بلوغ الأهداف المرجوّة. في ذلك اليوم، تمّ اغتيال النائب طوني فرنجية وزوجته فيرا وابنتهما جيهان البالغة من العمر ثلاث سنوات. وقُتل ثمانية وعشرون من أهل البلدة. فمن خلال إلغاء زعيم مسيحي من الصفّ الأوّل معادٍ لإسرائيل، ابتدعت استخبارات الموساد مفهوم الاغتيال الهادف لشخصيات محددة. وبذلك، أهدت السلطة المسيحية إلى بشير الجميّل، وأوصلت إلى سدّة رئاسة الجمهورية...