لعل المنفى.. فندق كبير فيه شوارع وأبنية متناثرة وحدائق ممدودة وصحارٍ لا أطراف لها يسكنها كثيرون طوعاً أو قسراً بحب وكرامة أو رغم الأنوف وثمن إقامتهم واحد.. الوطن. من يدفع لي فاتورة الفندق؟ فلا وطن عندي أدفعه أو أرهنه. كي أتخذ مكاناً في هذا الفندق أدفع وطني ثمناً وإن لم أقصد ذلك أو أنوي ذات الشيء. كيف أصبح منفياً من دون أن أدفع يا حراس المنافي؟! كيف أستعيد وطني عندما يتسنى لي مغادرة فندق المنفى وتسديد الحساب يا تجار الأوطان؟ فهل المنافي غير معترف بها في سجلكم العقاري؟ جاسم سلمان كاتب وصحفي من دولة قطر مواليد عام 1980. "غرباء في الرمادي" هي باكورة إنتاجه الأدبي. له العديد من الكتابات والمساهمات الأدبية والصحفية في العديد من المجلات والصحف القطرية والخليجية.