تعتبر المسألة الدينية من أشد المسائل اليوم إثارة للاهتمام في الأوساط السياسية والثقافية في مختلف بلدان العالم.. ولكنها في بلدانناا لعربية تتخذ أبعاداً أهم لارتباط مجتمعاتنا تقليدياً بالايديولوجيا الدينية ولظهور الحركات السياسية الدينية النشطة.. وخاصة لما أحدثته الثورة الايرانية من حركة ذات نفس ديني في كامل المنطقة. وكمواطن في بلد مسلم أولاً.. وكماركسي ثانياً، فإن المسألة الدينية تُطرح عليّ دائماً من وجهتين: الأولى، وجهة العلاقة بين الدين عموماً والإسلام خاصة وبين الماركسية باعتبارها فلسفة مادية. والثانية وجهة العلاقة بين المسلمين اليوم والاسلام، أو بعبارة أخرى هل ان المسلمين اليوم هم فعلاً مسلمون، أم أنهم جاهليون كما يقول سيد قطب وغيره من أقطاب الاخوان المسلمين والحركات الدينية المماثلة؟ ولا لا ازعم أنني بهذا الكتاب قد حسمت في الامر، بل أعلن انني لم أفعل سوى بداية التفكير بصوت مسموع إن صح هذا التعبير.. ويبقى جهدي منقوصاً إذا لم يُثْرِه غيري بالنقاش والاضافة والتصويب