وحده صحافي كبير القلم في وسعه ان يحيط بما يخطه قلمه بجغرافية الاحداث التي يعلق عليها، وان يزرعها، في آن معا، على "خريطة" التاريخ، عموديا وافقيا... أفقيا، لان رحلات سمير عطا الله "السندبادية" (الم يؤرخ سندباد في كتاب سابق؟) حملته الى اصقاع متباعدة لا صلة تاريخية بينها. فاذا به، عموديا، يستلهم تاريخ حدثه، وموقعه، ليحلل في ضوئه، حدثا آخرا، في جغرافية اخرى. ولكن: هل في وسع الانسان، كما يتساءل سمير، ان يكون قويا في التاريخ ضعيفا في الجغرافيا وينجح؟ الحقيقة التي تفرض نفسها علينا اليوم هي ان الجغرافيا، بمساحتها كلها، صارت واحدة، انما لا يكتنهها من لم يمتلك من التاريخ ولو ارثا مختزنا، انما حيا، ومن لا يكتب من هذا المنطلق لا يصدق.