إن ما شاهدناه أثناء الحرب الصهيونية الأخيرة ضد غزة، يضعنا أمام حكم التاريخ الذي لن يغفر - حتماً - لأي عربي كان أم غربي، ولا لأي إنسان يدعي الشرف والإنسانية شارك في حصار غزة وتواطأ على استباحة دم غزة، أو تخاذل عن نصرة أمنها. ومن يظن أن التاريخ ينسى، فهو مخطىء وواهم.. فالتاريخ ضمير يحاكم ولو بعد حين... فكيف بتاريخ كتب بشهادة دم الأطفال والرضع؟ عاينت الحرب على غزة - عن بعد - وأنا في بلاد الغرب (فرنسا)، وأدركت حجم البربرية الصهيونية ومدى التواطؤ العربي والغربي معها على شعب مضطهد وبراءة طفولة.. كان المشهد جليّاً. فكرت ملياً. وبي غصة خانقة، كيف يمكن لي أن أساند غزة وأدعم قضيتها، فوجدت «الوقائع جلية و الشواهد حية أمامي، تضعني في موقع المسؤولية لنقل وتدوين وتوثيق بعض ما جرى في غزة.
فكان مشروع هذا الكتاب، محاولة متواضعة منا الاستشراف تاريخ غزة المعاصرة ذي الصلة بالحرب الإسرائيلية الأخيرة (۲۰۰۸-۲۰۰۹) ليبقى، حتى تعرف الأجيال من خلاله حقائق ووقائع موثقة فلا تموت القضية، علنا ننال بعضاً من شرف الدفاع عن القضية «الأم، فلسطين".